تجني أموالاً أقل من الآخرين وتشعر بالملل! 6 أسئلة يجب أن تسألها لنفسك قبل التفكير في تغيير وظيفتك
سواء كنتَ تشتغل في مهنة من المهن، أو تدير مشروعاً تجارياً، لفترة قصيرة أو لسنوات عديدة، قد يكون الوقت حان لمحاولة القيام بشيءٍ آخر، وحتى لو كانت أمورك تسير بشكلٍ جيدٍ وأنت راضٍ أساساً عن ما حققته، ربما تحدثك نفسك وتقول لك أنك الآن عند مفترق الطرق، وآن الأوان لتنتقل إلى شيءٍ آخر.
إن تصفح محتويات الكتب والغوص في قسم المساعدة الذاتية، عند زيارتك أحد متاجر الكتب المفضلة لديك أو مطالعة مدونات الأشخاص الذين ابتكروا “نظاماً” مكنهم من مضاعفة دخلهم السنوي ثلاث مرات في غضون بضعة أسابيع، قد يكون محفزاً لك، لكن يمكنه أيضاً أن يثبط عزيمتك ويجعلك تفقد الثقة في نفسك وتتساءل ما الذي يجمد طاقتك ويمنعك من الانطلاق لتكون واحداً من هؤلاء الناجحين.
قبل أن ينال منك الإحباط والاكتئاب، حريٌ بك أن تعلم أن 70% فقط من المشاريع الجديدة في كندا تستمر في البقاء والنشاط لأكثر من خمس سنواتٍ، وأنه من الأمور المألوفة، تغيير الناس حياتهم المهنية باستمرار أحياناً لسبع مرات.
إليك ستة أسئلة جدير بك أن تطرحها على نفسك قبل التفكير في الانتقال للعمل في شركة أو صناعة جديدة أو مشروع تجاري مستقل.
1. هل غياب إمكانية تحقيق طموحاتك مستقبلاً في إطار وظيفتك الحالية یؤثر على صحتك؟
إذا كان استيقاظك صباحاً والتوجه إلى مكتبك في البيت، أو الانتقال إلى العمل خارج البيت كل صباح، أضحى يؤثر عليك ويرهق كاهلك، لأنك لم تعد تشعر بالسعادة بما تقوم به من عمل، قد يكون الوقت قد حان لتنتقل إلى عمل آخر، وتضع حداً لهذه الدوامة. وقد يُسبب لك الإجهاد الناتج عن عمل الروتين المتكرر، إلى جانب عدم ممارسة التمارين الرياضية وتزايد الشعور بالقلق، تدهوراً في صحتك، ويعكر مزاجك وينقصُ من فعالية أدائك في العمل. وإذا كان مزاجك يتقلب باستمرار وتشعر بالانكسار، من الحكمة أن تستشير طبيباً أخصائياً ليساعدك على إزالة أو التخفيف من مصدر قلقك وإجهادك قبل فوات الأوان.
2. هل تشعر بالملل في أداء وظيفتك الراهنة؟
إذا كنتَ تحقق نتائج طيبة في حياتك المهنية، وتحقق الأهداف التي تتوخاها من وظيفتك، وتكسب عيشاً كريماً، لكن مع ذلك تشعر بالملل، فمعنى ذلك أنك لا تحرز تقدماً في حياتك وتحتاج إلى رفع تحدٍ جديد.
في هذه الحالة يمكنك إما أن تجد طرقاً تُحفز إحساسك بتحقيق الغرض الذي ترومه، خارج نطاق عملك، مثل الانخراط في منظمةٍ خيريةٍ، أو ربما تشعر أنك قد بلغت أقصى ما يمكنك تحمله في بيئتك المهنية الحالية ومن ثمة تحتاج إلى تحفيز جديد.
إذا كان بوسعك أن تتكيف بشكل جيد مع التغيير وتشعر بالازدهار حتى من دون حاجةٍ إلى ثناء الغير ودعمهم، قد تكون على استعداد لتخطو خطوة نحو أفق جديدة.
3. هل تشعر بتلميحات في العمل تقنعك بأن الوقت قد حان للانتقال إلى شيء آخر؟
قد يشعرك زملاؤك ومسؤولوك بأن الوقت قد حان لكي تترك عملك الحالي، بعد ملاحظتهم انخفاض أدائك في مكان العمل، وتدرك بنفسك أنك لم تحصل على ترقية منذ عدة سنواتٍ، وكثيراً ما يتم تجاهلك عند تكليف غيرك بمهامٍ كبيرةٍ، وقليلاً ما يلتفت إلى رأيك في مجريات إدارة الأعمال.
وثمة فريقٌ جديدٌ من المديرين يتناولون العمل بطرق مختلفةٍ لا تناسبك تماماً. في مثل هذه الحالة، حتى إن كان أداؤك في إنجاز عملك ليس من الضعف بحيث يبرر فصلك عن وظيفتك، فمن المرجح أنه قد أصبح من الصعب إقناع المديرين والعملاء بما تقوم به أو إرضاؤهم بمردود عملك.
4. هل لديك المرونة الكافية التي تمكنك من الانتقال من وضعٍ مألوفٍ إلى موقعٍ يكتنفه عدم اليقين؟
التغيير ليس سهلاً أبداً. والسؤال المطروح، إلى أي مدى يمكنك التعامل مع أشخاصٍ وأفقٍ جديدةٍ، والاستغناء عما تشعر به من أمان في ظل شبكاتك المعتادة، سواء في المجال الاجتماعي أو المهني؟ هل تتعامل مع حالات عدم اليقين والرفض، ببرودة دمٍ و”دماثةٍ”؟ إذا كان بوسعك أن تتكيف بشكلٍ جيدٍ مع التغيير وتشعر بالازدهار حتى من دون حاجة إلى ثناء الغير ودعمهم، قد تكون على استعدادٍ لتتخذ خطوةً حاسمةً في مشوار حياتك. لكن إذا كنتَ ترغب أن تكون على الفور “جزءاً من فريق”، عليك في هذه الحالة أن تتأكد من أن متطلباتك العاطفية ستتحقق في حالة انخراطك في بيئة أكثر تنافسية وأقل ودية من محيطك الحالي.
غالباً ما يفتقر أصحاب المشاريع التجارية المستقلون، إلى المحادثات “الرصينة” مع غيرهم عندما ينشؤون أعمالهم الخاصة ويعملون من منازلهم، لذا لا يجب التقليل من شأن الاتصال البشري، والتجاوب مع الغير والتماس دعمهم.
5. هل تعرف بالضبط ما الذي تحتاج إليه لكي تنجح في مهامك الجديدة؟
هل أنت مستعدٌ لِقضاء ساعاتٍ طويلةٍ في سبيل تنمية مهاراتك الشخصية والمهنية؟ هل أنت حريصٌ على أن تصبح معتمداً في عملك وقضاء ساعاتٍ في التدريب والدراسة؟ ستحتاج إذن إلى إجراء بعض الأبحاث لمعرفة طبيعة العمل والمهام داخل قطاعك الصناعي الجديد أو المؤسسة الجديدة، ومعرفة أين تكمن أوجه الاختلاف مع عملك القديم، ومن الحكمة مباشرة حملة جمع المعلومات والتحدث إلى الناس الذين يعملون في هذه المؤسسة الجديدة، لمعرفة ما إذا كانت تناسبك. ( من الضروري القيام بذلك قبل البدء في البحث عن عمل، لتجنب إضاعة وقتك ووقت موظفيك المحتملين.)
6. هل فكرت في احتمال تأثير وظيفتك الجديدة على نمط حياتك أو حياة أحبائك؟
قد تشعر بنوع من الضغط، يجعلك تسعى إلى رفع دخلك، فتفكر في قطاعات أخرى يمكن من خلالها كسب المزيد من المال، على سبيل المثال، في قطاع العقارات أو مبيعات السيارات، مما تجنيه في وظيفتك الحالية. لكن مهما بلغت من العزم والإصرار، لن يكفي ذلك لكي تنجح في مسعاك، ما لم تستطع تلبية حاجة أرباب العمل أو إرضاء العملاء باستخدام المعرفة العملية التي تمكنك من تلبية هذه الحاجة.
من المهم أن تكون مستعداً ومؤهلاً للنجاح في وظيفتك الجديدة، ولكن هل يمكن أن تخاطر بقبول دخلٍ منخفضٍ قبل البدء في تحقيق ما كنت تتوقعه، وتحتاج إليه؟ وهل أنت مستعدٌ ذهنياً ومالياً لخفض الميزانيات الشخصية والعائلية لاجتياز أي مرحلة من المراحل العجاف التي قد تصاحب فترة التحول في مسارك المهني؟ قمْ بمراجعة ميزانياتك، ودون تشاؤم أو نظرة سلبية في فرصك للنجاح، أجرِ تقييماً لجميع المخاطر بأمانة. إن التفكير الجدي في المال دون المبالغة في الشعور بالقلق، أمرٌ جيدٌ لا يقدر بثمن، وخاصة في هذه المرحلة.
لا شك، ستقدر قيمة استخدام وقتك بشكلٍ صحيحٍ عند التفكير في إجراء تغيير، وإذا بدا لك الوقت يمضي بسرعة كبيرة دون ملاحظة أي إشارة تدل على تحسن وضعك، فحري بك أن تنظر بعناية كبيرة في جميع الخيارات المتاحة أمامك قبل اتخاذ قرارٍ حدسيٍ قد تندم عليه بسرعة.
– هذه المدونة مترجمة عن النسخة الـكندية لـ “هاف بوست”. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
من الجميل وضع بصمتك الخاصة اترك لنا رد...