لماذا ننسى ما نذاكره؟
هل تجد صعوبة في تذكر العلوم الدراسية باستمرار؟؟
حسنًا… دعني أقدم لك حلاً رائعًا… سأخبرك عن أهم العوامل التي تؤثر على ذاكرتك بشكل عام… وما عليك إلا الاهتمام بهذه العوامل، ثم لاحظ الفرق بنفسك.
الذاكرة البشرية هي نشاط عقلي معرفي يعكس القدرة على إدراك وتشفير وتخزين المعلومات في العقل، ومن ثم استدعائها عند الحاجة.
وبالتالي يمكن تطوير هذه المهارة العقلية ليقوم بها العقل بشكل أسرع وأفضل.
لنناقش الآن أهم العوامل التي تؤثر على نشاط الذاكرة… وكيف يؤثر ذلك عليها…
الانتباه
ما هو مدى انتباهك لما تتلقاه من معلومات؟
لا شك أن هذا من أهم العوامل على الإطلاق… فكلما زاد انتباهك للمعلومات كلما زاد إدراكك لها وبالتالي قوة تخزينها في العقل. عليك التحلي بالتركيز أثناء تلقي المعلومات الدراسية، لتحصل على مزيد من الانتباه والاهتمام أيضًا بتعلمها بدقة… حيث يؤدي الإدراك بدوره لتصنيف هذه المعلومات كمعلومات هامة… مما ييسر تخزين المعلومات واستدعائها على العقل.
الإدراك
هل أنت مُدرك لمعنى المحتوى الذي تتلقاه جيدًا؟
لا شك أنك حينما تحفظ جمل مكتوبة باللغة الصينية بدون فهم معناها سيكون أمرًا شاقًا جدًا على العقل، ولكن حينما تفهم معاني تلك الجمل ونظام تكوينها وكلماتها… سيكون من السهل جدًا حفظها… أليس كذلك؟
الربط
هل المعلومات التي تتلقاها مرتبطة ببعضها البعض أم أنها عشوائية متناثرة؟؟
يؤثر ارتباط المعلومات ببعضها البعض بشكل كبير جدًا على مدى تذكرها وحفظها في الذاكرة، فكلما زاد ارتباطها بعلاقات مختلفة كلما زادت القدرة على تخزينها واستدعائها بسهولة.
حسنًا… لتحاول إذن ربط المعلومات المتناثرة بأي شكل، قصة قصيرة مثلًا… أو أرقام ورموز معينة… حتى لو كانت رسومات أو أشكال… سيساعدك هذا في ربط المعلومات بسهولة، وسيطور من أداء الذاكرة بشكل رائع.
نوع الانفعال
هل تتحلى بمشاعر إيجابية أثناء الدراسة وتلقى المعلومات؟
لا تنزعج فالأمر في غاية السهولة… فقط تناسى أي أمر من شأنه تعكير حالتك المزاجية أثناء المذاكرة… وركز على ما يجعلك سعيدًا، لا تستسلم للملل أو للمشاعر السلبية، ولا تقع ضحية لمزيد من الشكوى والتذمر من صعوبة المواد… فقط تقبل الأمر ببساطة وافعل ما يجعلك تشعر بالتفاؤل والهدوء النفسي.
ثبت علميًا أن المعلومات التي تتلقاها في ساعة واحدة بشعور إيجابي، تحتاج لساعات طويلة إن حاولت تلقيها بشعور سلبي…
لتدرب نفسك إذن على التحكم بمشاعرك أثناء الدراسة… وسنتحدث في هذه النقطة بالتحديد لاحقًا.
التنظيم
يساعد تنظيم المعلومات الدراسية على تذكرها واستدعائها بسهولة… تخيل مثلًا محاولة طالب في المرحلة الابتدائية لحفظ جدول الضرب بدون تنظيم للأعداد… هل سيكون الأمر سهلًا؟ بالتأكيد سيكون في غاية الصعوبة، ولذلك يلجأ المعلمون دائمًا لتنظيم المعلومات والبيانات حتى يسهل تذكرها.
عليك أن تفعل هذا في المعلومات غير المنظمة، حيث تحاول إعادة ترتيبها بل وإعادة صياغتها أحيانًا ليتسنى لك حفظها واستدعائها بشكل أكثر سهولة.
الجدول الدوري مثلًا في الكيمياء تترتب فيه العناصر على حسب أعدادها الذرية ومستويات التكافؤ، فهل تستطيع ترتيب القوانين والمعادلات التي تشعر فيها دائمًا بعدم التنظيم؟
لتحاول فعل ذلك… وحدثنا عن النتيجة.
التدريب
ليس المقصود هنا أن تقوم بتدريب ذاكرتك بشكل عشوائي، ولكن عليك أن تعتاد على هذا الأمر.
فهناك الكثير من ألعاب الذاكرة والتدريبات العلمية التي قد نتحدث عنها لاحقًا هنا أيضًا… لكن من المهم جدًا أن تعتاد على ممارسة هذه الألعاب والتدريبات بشكل دوري، حيث ثبت أن التعود على ممارسة هذه التدريبات يطور من الذاكرة بشكل ملحوظ، إنها علاقة تناسب طردي فكلما زاد معدل التدريب كلما نشط نشاط الذاكرة أكثر فأكثر.
كانت هذه أهم – وليست كل – العوامل التي تؤثر على قوة الذاكرة البشرية، ولكني أعدك أن الاهتمام بهذه العوامل سيعطيك نتائج رائعة ستنبهر بها أنت شخصيًا.
ولكننا نتوق للمزيد… فحدثنا عن مزيد من العوامل الهامة التي تعتقد بمدى تأثيرها على الذاكرة… وأضف تجربتك الخاصة أيضًا.
من الجميل وضع بصمتك الخاصة اترك لنا رد...